(( 7% من سكان العالم أَعْسَرُ. يعني يستعمل يده الشِّمال بدل اليمين في التعامل مع الأشياء. نسميه «أشْوَل» في الدارجة المصرية، وبالأمريكيةsouthpaw أو مِخْلَب الجنوب.
والسبب، حسب قاموس أكسفورد، أن الأمريكان يصممون ملاعبَ البيسبول بحيث تتجه صوب الشرق كيلا تؤذي أشعةُ الغروب عيونَ اللاعبين، وبالتالي تتجه يدُ الأعسر، فيما تقذف الكرة، جنوبا.
وتقول الإحصاءات إن ٦٦% من رؤساء أمريكا عُسْرٌ. منهم: رونالد ريجان، جورج بوش، بيل كلينتون.
كما أن باراك أوباما وجون ماكين أعسران أيضا! وتبعا للمينسا، Mensa، وهي موسوعة البشر ذوي نسب الذكاء المرتفعة، فإن معظم العُسْر من الأذكياء الناجحين. مثل: الإسكندر الأكبر، يوليوس قيصر، أرسطو، نابليون بونابرت، بتهوفن، نيتشه، تشرشل، غاندي، آينشتاين، نيوتن، ماري كوري، دافنشي، مايكل-آنجلو، بابلو بيكاسو، فيدل كاسترو، مارادونا، بيل جيتس، وآخرين.
النادر يستخدم اليدين ويسمي «أعْسَرُ يسَرٌ»، مثل الفاروق عمر- رضي الله عنه- كشفتْ أبحاث ٢٠٠٧ أن جين LRRTM١، المسؤول عن العَسَر، قد يتسبب أيضا في أمراض عقلية مثل الفصام. هذا الجين يجعل فصَّ المخ الأيمن نشطا، وهو المتحكم في نصف الجسد الأيسر، وهو موئلُ اللغة، والتخيل، والرياضيات.
لذا سنجد كثيرا من العُسر أدباءَ وفنانين وفيزيائيين. ومثلما اشتُقَّت مفردةُ «أعسر» من «العُسْر»، بمعني الشؤم ونقيض اليسْر، نجد في الإنجليزية مترادفات الأعسر left- handed، تحمل دلالاتٍ سلبيةً منها sinistral المشتقة من الجِذر sin أي خطيئة، كأنما الأشول خطّاءٌ! وفي العبرية، وبعض اللغات السامية واللهجات القديمة لبلاد ما بين النهرين، كانت «اليد» ترمز للقوة والسيادة، وبالتالي ترمز «اليدُ اليسري» لسلطة الاعتقال، وسوء الطالع والنحس، وملمحاً من ملامح غضب الآلهة! وتطوَّرَ المعني عبر تلك اللغات حاملا دلالاتِه السلبيةَ دائما.
ففي عديد اللغات الأوروبية، مثل الإنجليزية والهولندية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، نجد مفردة «يمين» right لا تحملُ وحسب معني السَّواء والصَّلاح والصِّحة (عكس الخطأ)، بل أيضا معني الحق والعدالة. وتاريخيا، أنْ تكون أيمنَ، فذلك يعني أنك ماهرٌ. لأن الجذر اللاتيني dexter يعني «أيمن» ويعني «ماهر» في الوقت نفسه.
وفي الأيرلندية deas تعني «يمين» وكذا «لطيف» أو «جميل». وفي المقابل كلمة gauche بالفرنسية تعني «يسار» وتعني «أخرق». والأمر ذاته في الهولندية والبرتغالية «أن تكون لك يدان يسريان» يعني أنك أبْلَه. وفي الإنجليزية «أنت ذو قدمين يسريين» يعني أنكَ لا تجيدُ الرقص.
والحقُّ أنني وقعتُ علي ما لا يحصي من تعبيرات لليد اليسري، في لغات أوروبا وجنوب آسيا، تصبُّ جميعها في النهر السلبي ذاته. ومن نافلة القول الإشارة إلي المُحمّل السياسي في كلمتي: اليمين- اليسار. ولكنْ، حتي لو أقاموا للشول عيدًا عالميا في ١٣ أغسطس من كل عام، يظلون غلابة.
فمعظم الأدوات مُصممةٌ لأجل مستعملي اليد اليمني: المقص، البيانو، مسمار ساعة اليد، البندقية، ماوس الكمبيوتر، أرقام الكيبورد، عصا ناقل السرعات في السيارة، سكين السوشي الياباني، إلخ.
لا بأس! المهم، إذا كنت أشْوَل، مثلي، فإياك أن تقبل دعوة الأستاذ خالد صلاح علي الشاي في مكتبه بجريدة «اليوم السابع». فالفنجان الأبيضُ الأنيق الذي سيقدم إليك مخادعٌ جدا و«عُنصري». ذاك أن انحناءات مقبضه وحوافه مُصَمّمةٌ «حصريا» لليد اليمني. ومستحيلٌ أن يتناوله أعسرُ دون أن ينسكبَ الشاي فوق ملابسه! ))
هذا كان مقال من جريدة "المصري اليوم" للكاتبة "فاطمة ناعوت"
اتمنى ان يستفيد الجميع
والسبب، حسب قاموس أكسفورد، أن الأمريكان يصممون ملاعبَ البيسبول بحيث تتجه صوب الشرق كيلا تؤذي أشعةُ الغروب عيونَ اللاعبين، وبالتالي تتجه يدُ الأعسر، فيما تقذف الكرة، جنوبا.
وتقول الإحصاءات إن ٦٦% من رؤساء أمريكا عُسْرٌ. منهم: رونالد ريجان، جورج بوش، بيل كلينتون.
كما أن باراك أوباما وجون ماكين أعسران أيضا! وتبعا للمينسا، Mensa، وهي موسوعة البشر ذوي نسب الذكاء المرتفعة، فإن معظم العُسْر من الأذكياء الناجحين. مثل: الإسكندر الأكبر، يوليوس قيصر، أرسطو، نابليون بونابرت، بتهوفن، نيتشه، تشرشل، غاندي، آينشتاين، نيوتن، ماري كوري، دافنشي، مايكل-آنجلو، بابلو بيكاسو، فيدل كاسترو، مارادونا، بيل جيتس، وآخرين.
النادر يستخدم اليدين ويسمي «أعْسَرُ يسَرٌ»، مثل الفاروق عمر- رضي الله عنه- كشفتْ أبحاث ٢٠٠٧ أن جين LRRTM١، المسؤول عن العَسَر، قد يتسبب أيضا في أمراض عقلية مثل الفصام. هذا الجين يجعل فصَّ المخ الأيمن نشطا، وهو المتحكم في نصف الجسد الأيسر، وهو موئلُ اللغة، والتخيل، والرياضيات.
لذا سنجد كثيرا من العُسر أدباءَ وفنانين وفيزيائيين. ومثلما اشتُقَّت مفردةُ «أعسر» من «العُسْر»، بمعني الشؤم ونقيض اليسْر، نجد في الإنجليزية مترادفات الأعسر left- handed، تحمل دلالاتٍ سلبيةً منها sinistral المشتقة من الجِذر sin أي خطيئة، كأنما الأشول خطّاءٌ! وفي العبرية، وبعض اللغات السامية واللهجات القديمة لبلاد ما بين النهرين، كانت «اليد» ترمز للقوة والسيادة، وبالتالي ترمز «اليدُ اليسري» لسلطة الاعتقال، وسوء الطالع والنحس، وملمحاً من ملامح غضب الآلهة! وتطوَّرَ المعني عبر تلك اللغات حاملا دلالاتِه السلبيةَ دائما.
ففي عديد اللغات الأوروبية، مثل الإنجليزية والهولندية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، نجد مفردة «يمين» right لا تحملُ وحسب معني السَّواء والصَّلاح والصِّحة (عكس الخطأ)، بل أيضا معني الحق والعدالة. وتاريخيا، أنْ تكون أيمنَ، فذلك يعني أنك ماهرٌ. لأن الجذر اللاتيني dexter يعني «أيمن» ويعني «ماهر» في الوقت نفسه.
وفي الأيرلندية deas تعني «يمين» وكذا «لطيف» أو «جميل». وفي المقابل كلمة gauche بالفرنسية تعني «يسار» وتعني «أخرق». والأمر ذاته في الهولندية والبرتغالية «أن تكون لك يدان يسريان» يعني أنك أبْلَه. وفي الإنجليزية «أنت ذو قدمين يسريين» يعني أنكَ لا تجيدُ الرقص.
والحقُّ أنني وقعتُ علي ما لا يحصي من تعبيرات لليد اليسري، في لغات أوروبا وجنوب آسيا، تصبُّ جميعها في النهر السلبي ذاته. ومن نافلة القول الإشارة إلي المُحمّل السياسي في كلمتي: اليمين- اليسار. ولكنْ، حتي لو أقاموا للشول عيدًا عالميا في ١٣ أغسطس من كل عام، يظلون غلابة.
فمعظم الأدوات مُصممةٌ لأجل مستعملي اليد اليمني: المقص، البيانو، مسمار ساعة اليد، البندقية، ماوس الكمبيوتر، أرقام الكيبورد، عصا ناقل السرعات في السيارة، سكين السوشي الياباني، إلخ.
لا بأس! المهم، إذا كنت أشْوَل، مثلي، فإياك أن تقبل دعوة الأستاذ خالد صلاح علي الشاي في مكتبه بجريدة «اليوم السابع». فالفنجان الأبيضُ الأنيق الذي سيقدم إليك مخادعٌ جدا و«عُنصري». ذاك أن انحناءات مقبضه وحوافه مُصَمّمةٌ «حصريا» لليد اليمني. ومستحيلٌ أن يتناوله أعسرُ دون أن ينسكبَ الشاي فوق ملابسه! ))
هذا كان مقال من جريدة "المصري اليوم" للكاتبة "فاطمة ناعوت"
اتمنى ان يستفيد الجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق