اول ما نزل من القرآن واخر مانزل مطلقا:
**********************************
فالحديث عن القرآن يتبادر الى الذهن سؤال عن أول ما نزل ثم يجر ذلك الى السؤال عن آخر ما نزل
وعليه فان هذا الترتيب صحيح وذكر هذا الموضوع يدل على شدة اعتناء هذه الأمة بالقرآن وقد قال تعالى
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ومن حفظ الله للقرآن ان هيئ الله هذه الأمة لتقوم بجهود عظيمة فى ضبطه حتى انهاعدت حروفه وسطوره وحفظت القرآن كاملا لا يلتبس عليها منة شيء فالقرآن فى الصين كمافى المغرب العربي لا يزيد ولا ينقص
اول ما نزل و آخر ما نزل ينقسم الىنوعان؛
---------------------------------
اول ما نزل و آخر ما نزل ينقسم الىنوعان؛
---------------------------------
أ-اول ما نزل على وجة الاطلاق
************************
اختلف العلماء فى أول ما نزل من القرآن على أربعة اقوال
:
1- الراجح الذي عليه الجمهور صدر سورة اقرأ (الايات الخمس الاولى) :
﴿اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1 ﴾ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2 ﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ﴿3 ﴾
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4 ﴾ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
﴿5 ﴾ ﴾ [العلق: 1-
عندما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى غار حراء فقال له اقرأ قال ما انا بقارئ قال له اقرأ
قال ما أنا بقارئ قال اقرأ باسم ربك الذى خلق ......ما لم يعلم
وقالت السيدة عائشة : فى رواية عن البخاري ( وهى أصرح ما يعرف فى هذا الباب)
أول ما بدأ به رسولالله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة فى النوم فكان لا يرى رؤيا الاجاءت مثل فلق الصبح
ثم حبب اليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث (يتعبد ) الليالي ذوات العد قبل ان ينزع إلى أهله ويتزود بذلك ثم يرجع الى خديجة
فيتزود ببيتها حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما انا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد
ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فأخذني فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فأخذني
فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذى خلق.
.....
فى رواية البخاري وقعت مختصرة فذكر ثلاث آيات
وفى رواية مسلم وقعت كاملة فذكر خمس آيات
قالت فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد
فقال زملوني زملونى
وهذا القول هو الذى عليه الجمهور.
فضيلة الدكتور/ محمد بن عبد العزيز الخضيري
فقال زملوني زملونى
وهذا القول هو الذى عليه الجمهور.
فضيلة الدكتور/ محمد بن عبد العزيز الخضيري
2- سورة المدثر
(وعند التأمل نجد هذا القول يؤول الى القول الاول) ولولا ان جابر بن عبد الله قال به بناءا على فهمة ولم يكن عنده علم
بحديث عائشة الذى حدثت به.
روى فى مسلم فى صحيحه قال يحيى بن كثير سألت أبا سلمة ابن عبد الرحمن أي القرآن أنزل الأول فقال
يأيها المدثر
فقلت أنبئت أنه باسم ربك الذى خلق، فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول فقال يأيها المدثر فقلت أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذى خلق فقال لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم)
جاورت فى حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض
( فإذا هو : تشير إلى جبريل يعنى كأنه شيء أخر قد ذكر فى حديث سابق لم يعلمه جابر )
يأيها المدثر
فقلت أنبئت أنه باسم ربك الذى خلق، فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول فقال يأيها المدثر فقلت أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذى خلق فقال لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم)
جاورت فى حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض
( فإذا هو : تشير إلى جبريل يعنى كأنه شيء أخر قد ذكر فى حديث سابق لم يعلمه جابر )
قال فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا على ماءا باردا فأنزل على يأيها المدثر
تشير هذه الرواية إشارة لطيفة ان جابر حدث بما يعلم ولم يكن عنده علم بحديث عائشة ومما يؤكد أن الوحي نزل بإقرأ قبل المدثر
الرواية الأخرى من حديث جابر حيث يقول:
تشير هذه الرواية إشارة لطيفة ان جابر حدث بما يعلم ولم يكن عنده علم بحديث عائشة ومما يؤكد أن الوحي نزل بإقرأ قبل المدثر
الرواية الأخرى من حديث جابر حيث يقول:
(بينا إذ أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماءوالأرض)
فإذا الملك الذي جاءني بحراء هذا واضح في أن جبريل قد جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك وأنزل عليه شيئا قبل هذا الأمر فرعبت منه، فرجعت فقلت زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَاالمُدَّثِّرُ ﴿1 ﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿2﴾ ﴾ [المدثر: 1، 2]،
إلى قوله ﴿ وَالرُّجْزَفَاهْجُرْ ﴿5 ﴾ ﴾
[المدثر: 5]،
[المدثر: 5]،
فحمي الوحي وتتابع.
إذا لا مجال للشك ان أول ما نزل اقرأ وأما المدثر فقد نزلت بعد ذلك ولذلك قال العلماء:
ان النبي نبئ بإقرأ وأرسل بيأيها المدثر.
3- الفاتحة
وهذا قول غير صحيح وليس عليه أدلة
4- بسم الله الرحمن الرحيم
ب-أخر ما نزل من القرآن مطلقا:-
**********************
**********************
وفيها أقوال كثيرة والسبب ان كل صحابي حدث بما علم ولم يطلع أن الوحي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بشيء غير الذي سمع وقد ورد أكثر من تسعة أقوال من أهمها:
1- آيات الربا التي في آخر سورة البقرة:
وهي قول الله -سبحانه وتعالى- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿278﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنتُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ﴿279 ﴾وَإِن كَانَ ذُوعُسْرَةٍ ﴿280 ﴾ ﴾
البقرة: 278- 280]، إلى آخر الآيات
وقال بهذا القول عمر بن الخطاب وابن عباس وأبو سعيد الخدري ومن التابعين الزهري وقال به أيضا ابن حجر والسيوطي.
2- ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾
البقرة: 281 .
البقرة: 281 .
قال سعيد بن جبير لم يكن بينها وبين موت النبي صلىالله عليه وسلم إلا تسع ليالي وقال بهذا القول أيضا ابن عباس وجماعة من السلف "العوفى وعكرمة وغالب تلاميذ ابن عباس"
3- آية الدين :
وقال بهذا القول الزهرى وابن المسيب
والملاحظ أن جميع الآيات فى موضع واحد ولهذا نقول إن هذا الموضع كله هو آخر القرآن و إنما ذكر بعضه أولا وذكر بعضه آخره.
وجماعة من أهل العلم يرونان
﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾
البقرة: 281] .
هي انسب ما ينبغي أن يقال أنها آخر آية لأن فيها تذكير بتقوى الله وتذكير بالرجوع الى الله والحساب.
4- آية الكلالة فى أخر سورة النساء
﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ﴾
النساء: 176 ، إلى آخر الآية
ولكن المقصود هنا أخر آية بالنسبة لآيات المواريث وقال بهذا البراء بن عازب.
5- ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً .
﴿93 ﴾ النساء: 93
ورد عن ابن عباس قال سعيد بن جبير أشكلت آية القتل على أهل الكوفة فرحلت لابن عباس أساله عنها فلماجئته قلت ما تقول فى هذا فقال إن آخر آية نزلت
( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد لة عذابا عظيما)
( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد لة عذابا عظيما)
قلت وما تقول فى قول الله سبحانه وتعالى ( والذين لا يدعون مع الله اله آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون )
وقال بعدها (إلا من تاب )
قال هذه نزلت فى مكة وتلك نزلت فى المدينة وقد نسختها ولم ينزل بعدها شيء
6- الآيتان الأخيرتان من سورة التوبة:
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾
التوبة: 128 .
وقال بهذا أبى بن كعب فان الصحابة لما كانوا يكتبون القرآن فوصلوا إلى الآيات الأخيرة من سورة التوبة
قال لهم أبى بن كعب عندي أخر آيتين نزلت فى القرآن
قال لهم أبى بن كعب عندي أخر آيتين نزلت فى القرآن
( وإنما يعنى بذلك أخر ما أنزل فى هذه السورة)
7- ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ﴾
آل عمران: 195 .
وهذا قالت به أم سلمة -رضي الله تعالى عنها-
والمتأمل لحديثها يعلم أنها لم ترد بها آخر آية أنزلت من القرآن وإنما المقصود، آخر آية نزلت في موضوع ذكر النساء والرجال،
لأنها قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاكيتا
والمتأمل لحديثها يعلم أنها لم ترد بها آخر آية أنزلت من القرآن وإنما المقصود، آخر آية نزلت في موضوع ذكر النساء والرجال،
لأنها قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاكيتا
"مالي أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء "
فأنزل الله -سبحانه وتعالى- قوله : ﴿إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ﴾
[الأحزاب: 35]،
[الأحزاب: 35]،
وأنزل أيضاً آية أخرى في هذا الباب:
﴿ وَلاَتَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾
[النساء: 32]،
[النساء: 32]،
ثم قالت وأنزل الله -سبحانه وتعالى- ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْأُنثَى ﴾
آل عمران: 195.
آل عمران: 195.
وهذا آخر ما أنزل يعني: في ذكر النساء مع الرجال في أمر الشرع.
ولقد ذكرنا هذه الأقوال حتى لا يظن من يقرأ فى التفاسير أن هذه الآية آخر ما نزل فى القرآن أنها أخريه مطلقة بل هى مقيدة.
ولقد ذكرنا هذه الأقوال حتى لا يظن من يقرأ فى التفاسير أن هذه الآية آخر ما نزل فى القرآن أنها أخريه مطلقة بل هى مقيدة.
إشكال يرد إلى الذهن :
-------------------
كيف نقول ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾
[البقرة:281]،هى آخر آية؟
والآية ﴿اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾
المائدة: 3
المائدة: 3
تشعر بألفاظها أن الدين قد كمل ولا ينزل بعدها شيء
الجواب للعلماء على عدة أقوال :
أ-﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾
ان الدين هنا يحمل على الحج
ب- أنه لن ينزل شيء من الشرائع من الأوامر والنواهي بعد هذه الآية
(وهذا القول فيه ما فيه ) .
ج- إن قول ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾
المقصود بإكمال الدين ظهور الإسلام ورفعة هذا الدين حتى أن المسلمين يحجوا وليس معهم مشركين فلم يحج مع النبي مشرك واحد وليس معناها أنه لا ينزل بعد الآية قرآن أو أمر او نهى
وقد رجح هذا القول الطبرى.
و الله تعالى اعلم
نسأل الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
آآآآمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق