كثيراً ما نرى أحداثا غريبة وظواهر عجيبة يخيل إلينا من سحرهم أنها خارقة للعادة أو خارجة عن المنطق والمألوف.. غير أننا بعد قليل من التأمل والمعرفة وربما بعد اعتراف أصحابها بسر المهنة ندرك كم هي معقولة وبسيطة وغير خارقة للعادة.. كما هي حال كثير من ألعاب السحر والشعوذة وخفة اليد
*******
... قبل أيام فقط شاهدت لقطة في التلفاز تضمنت رجلا يمشي حافي القدمين على طريق مفروش بالزجاج والمسامير .. وعلى الفور تذكرت عرضا مشابها صادفته في فيينا في النمسا عام 1999 .. ففي صيف ذلك العام شاهدت رجلا يمشي على الزجاج أمام المارة والمتسوقين.. وكمعظم الحواة اختار أجمل شارع في المدينة (يدعى شارع
Karener Strase
حيث ازدحام السياح وكثرة الفضوليين .. وكان يبدأ عرضه بفرد قطع الزجاج في مستطيل خشبي ثم يبدأ السير عليها ذهابا وإيابا الأمر الذي استدعى تأوهات السياح واستغراب الاطفال
ولأن الرجل لم يكن أهلا لأي نوع من الكرامات كنت على يقين بوجود تفسير منطقي لما يحدث. وخلال عودتي للفندق كنت أحاول فهم كيف يمشي على الزجاج دون أن يجرح نفسه.. فهي بدون شك مهنة مربحة يمكن للكتاب ممارستها بعد قرارات الإيقاف
ولأن ما من امرأة تكره التسوق اقترحتُ على زوجتي الذهاب لنفس السوق في اليوم التالي ولم أخبرها برغبتي في مراقبة الرجل.. وهذه المرة وجدت أريكة قبالته فجلست اراقبه فيما الناس يتجمعون حوله ويتفرقون.. ومضت نصف ساعة وأنا أحلل تصرفاته حتى توصلت لتفسير مقبول يمكن اختصاره في التالي
ـ فقد لاحظت أن قطع الزجاج كانت كبيرة وسميكة نوعا ما في حين أن ما يمزق الجلد ويسيل الدماء هي القطع الصغيرة والدقيقة فقط
ـ كما لاحظت أن الرجل يمشي ببطء ويضع قدميه بمهل كي " يُريَح" الزجاج ويجعل القطع تنقلب بطبيعتها على وجهها المسطح غير المؤذي
ـ وحين يتفرق الناس كان يعيد جمع الزجاج في كيس من الخيش (له ثقوب كبيرة نسبيا) ثم يضربه بنعومة على الارض عدة مرات كي تسقط أي قطع دقيقة يحتمل تشكلها خلال العروض السابقة
وحين تفرق الناس في احدى الفترات اقتربت منه وحاولت لمس بعض القطع (للتأكد من ملاحظاتي السابقة) لكنه منعني بلطف وقال: لقد شاهدتك تراقبني منذ فترة.. وهنا اغتنمت الفرصة وسألته: منذ متى لم تغير قطع الزجاج؟ .. ابتسم وقال: منذ ست سنوات!!.. وهذا ما توقعته بالفعل حيث أصبحت قطع الزجاج من كثرة الاستعمال (مثلمة الاطراف) غير حادة او مؤذية.. بل شرح هو ذاته الخدعة بقوله : السياح يعتقدون انني اسير على سكاكين زجاجية؛ وهذا صحيح؛ إلا انني اسير على أطرافها الثخينة فقط
*******
الموقف برمته مجرد نموذج يثبت أن لكل ظاهرة غريبة تفسيرا منطقيا وأساسا معقولا، وأن كل ما يصنف تحت كلمة خارق أو غريب هو في الحقيقة ظاهرة منطقية لم نفهم تفسيرها إلى الآن.. وحين نفهم تفسيرها تنزل بسرعة من مستوى المدهش والمحير إلى مستوى المفهوم والساذج الأمر الذي جعلني أقلب القناة وأرفض الوقوف مجددا أمام أي صعلوك يمشي على زجاج
فهل تعرف صعلوكاً يمشي على الجمر!!؟
*******
... قبل أيام فقط شاهدت لقطة في التلفاز تضمنت رجلا يمشي حافي القدمين على طريق مفروش بالزجاج والمسامير .. وعلى الفور تذكرت عرضا مشابها صادفته في فيينا في النمسا عام 1999 .. ففي صيف ذلك العام شاهدت رجلا يمشي على الزجاج أمام المارة والمتسوقين.. وكمعظم الحواة اختار أجمل شارع في المدينة (يدعى شارع
Karener Strase
حيث ازدحام السياح وكثرة الفضوليين .. وكان يبدأ عرضه بفرد قطع الزجاج في مستطيل خشبي ثم يبدأ السير عليها ذهابا وإيابا الأمر الذي استدعى تأوهات السياح واستغراب الاطفال
ولأن الرجل لم يكن أهلا لأي نوع من الكرامات كنت على يقين بوجود تفسير منطقي لما يحدث. وخلال عودتي للفندق كنت أحاول فهم كيف يمشي على الزجاج دون أن يجرح نفسه.. فهي بدون شك مهنة مربحة يمكن للكتاب ممارستها بعد قرارات الإيقاف
ولأن ما من امرأة تكره التسوق اقترحتُ على زوجتي الذهاب لنفس السوق في اليوم التالي ولم أخبرها برغبتي في مراقبة الرجل.. وهذه المرة وجدت أريكة قبالته فجلست اراقبه فيما الناس يتجمعون حوله ويتفرقون.. ومضت نصف ساعة وأنا أحلل تصرفاته حتى توصلت لتفسير مقبول يمكن اختصاره في التالي
ـ فقد لاحظت أن قطع الزجاج كانت كبيرة وسميكة نوعا ما في حين أن ما يمزق الجلد ويسيل الدماء هي القطع الصغيرة والدقيقة فقط
ـ كما لاحظت أن الرجل يمشي ببطء ويضع قدميه بمهل كي " يُريَح" الزجاج ويجعل القطع تنقلب بطبيعتها على وجهها المسطح غير المؤذي
ـ وحين يتفرق الناس كان يعيد جمع الزجاج في كيس من الخيش (له ثقوب كبيرة نسبيا) ثم يضربه بنعومة على الارض عدة مرات كي تسقط أي قطع دقيقة يحتمل تشكلها خلال العروض السابقة
وحين تفرق الناس في احدى الفترات اقتربت منه وحاولت لمس بعض القطع (للتأكد من ملاحظاتي السابقة) لكنه منعني بلطف وقال: لقد شاهدتك تراقبني منذ فترة.. وهنا اغتنمت الفرصة وسألته: منذ متى لم تغير قطع الزجاج؟ .. ابتسم وقال: منذ ست سنوات!!.. وهذا ما توقعته بالفعل حيث أصبحت قطع الزجاج من كثرة الاستعمال (مثلمة الاطراف) غير حادة او مؤذية.. بل شرح هو ذاته الخدعة بقوله : السياح يعتقدون انني اسير على سكاكين زجاجية؛ وهذا صحيح؛ إلا انني اسير على أطرافها الثخينة فقط
*******
الموقف برمته مجرد نموذج يثبت أن لكل ظاهرة غريبة تفسيرا منطقيا وأساسا معقولا، وأن كل ما يصنف تحت كلمة خارق أو غريب هو في الحقيقة ظاهرة منطقية لم نفهم تفسيرها إلى الآن.. وحين نفهم تفسيرها تنزل بسرعة من مستوى المدهش والمحير إلى مستوى المفهوم والساذج الأمر الذي جعلني أقلب القناة وأرفض الوقوف مجددا أمام أي صعلوك يمشي على زجاج
فهل تعرف صعلوكاً يمشي على الجمر!!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق