السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله كاشف البلاء , باسط الأرض ورافع السماء , خلق الخلق واختار منهم أصفياء .
يحبهم ويحبونه . فباعد بينهم وبين أعمال الأشقياء , فتقبل منهم أحسن ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم يوم اللقاء .
وسبحان من خلق الجنة وجعلها للمتقين داراً , وخلق النّار وجعلها للأشرار قراراً .
وألهم قلوب الأبرار أن يلتمسوا من سبل الهدى أنواراً , فتكشفت لهم حجب الأستار ,
فأبصروا من النور أسرار . نالوا بها رضا العزيز الغفّار , فسلكوا طريق الجنّات وفازوا بعلا الدرجات . فتولى ربهم أمرهم في الحياة وبعد الممات .
" نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
أما بعد أحبتي في الله
والله إني أحبكم في الله .
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
::::::: ســــلـــســـلـــة علَّــمَــنــي رســول الله :::::::
كما قدّمنا في هذه السلسلة أنها سلسلة تربوية عملية .
نقتبس منها من السنة و من فم النبي الطاهر ما نجمل ونحسن به خلقنا
ونحن اليوم على موعد مع خلق فريد خلق شحّ في زماننا إلي أن كاد يصل لحد الإنتهاء إلي من رحم ربي
نحن اليوم مع خلق جميل كريم
إنه
" الحـــــــــيــــــــاء "
" خُـــــــلــــــــق الإســــــلام "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء "
" الحـــــــــــــــــيـــــــــــــــاء "
تعالى معي نطوف مع هذا الخلق
الذي نحتاجه أمس الحاجة
تعالى تعالى
سريعاً سريعاً
نقتطف الزهور من واحة القرآن والسنة
ولما لا فكلامنا سيكون
قال الله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أولاً :- تعريف الحياء
الحياء انقباض يجده الإنسان في نفسه يحمله على عدم ملابسة ما يعاب به ويستقبح منه, ونقيضه التصلف في الأمور وعدم المبالاة بما يستقبح ويعاب, وكلاهما جبلي ومكتسب, لكن الناس ينقسمون في القدر الحاصل منهما على أقسام؛ فمنهم من جبل على الكثير من الحياء, ومنهم من جبل على القليل, ومنهم من جبل على الكثير من التصلف, ومنهم من جبل على القليل, ثم إن أهل الكثير من النوعين على مراتب وأهل القليل كذلك فقد يكثر أهل النوعين حتى يصير نقيضه كالمعدوم, ثم هذا الجبلي سبب في تحصيل المكتسب, فمن أخذ نفسه بالحياء واستعمله فاز بالحظ الأوفر, ومن تركه فعل ما شاء وحرم خيري الدنيا والآخرة
وقال ابن رجب: الحياء نوعان:
أحدهما: ما كان خلقًا وجبلةً غير مكتسب، وهو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" الحياء لا يأتي إلا بخير"(2) فإنه يكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحثّ على مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو من خصال الإيمان بهذا الاعتبار.
والثاني: ما كان مكتسبًا من معرفة الله، ومعرفة عظمته وقربه من عباده، واطلاعه عليهم، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهذا من أعلى خصال الإيمان، بل هو من أعلى درجات الإحسان. وقد يتولد الحياء من الله من مطالعة نعمه ورؤية التقصير في شكرها، فإذا سلب العبد الحياء المكتسب والغريزي، لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح والأخلاق الدنيئة، فصار كأنه لا إيمان له
الحياء من واحة السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" الحياء لا يأتي إلا بخير "
" إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء "
" الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "
" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت "
" الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار "
وبعد أن أخذنا الحياء ممن علمه الله ورباه على الحياء إنه النبي وكفى .
تعالى معي قبل ان نتكلم معاً , تعالى نطوفي في صفحات الوحي , لنرى ونمر على مواضع الحياء في كتاب ربي .
بسم الله الرحمن الرحيم
" إن الله لايستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها "
" يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه , ولكن إذا دعيتم فادخلوا , فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث , ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم , والله لايستحي من الحق "
" فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا "
جولة مع خلق الإسلام
أنواع الحـــــــيــــــــــــــاء
الحياء أربعة انواع
تعالى معي نفردها ثم نتناولها واحدة تلو الأخرى
1:- الحياء من الله
2:- الحياء من الملائكة
3:- الحياء من الناس
4:- الحياء من النفس
1:- الحياء من الله .
الحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهي. قال رسول الله : { استحيوا من الله حق الحياء } قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال: { ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء }.
معنى الحديث: { استحيوا من الله حق الحياء } أي استحيوا من الله قدر استطاعتكم لأنه من المعلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بكل ما عليه تاماً كاملاً ولكن كل على حسب طاقته ووسعه قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
( قال قلنا: إنا نستحي والحمد لله ). أجابوا بذلك لأنهم قصدوا أنهم يفعلون كل مليح ويتركون كل قبيح على حسب استطاعتهم فرد عليهم رسول الله أن ليس المقصود هذا العموم لأن هناك شروطاً للحياء حق الحياء فليس كما يظنون:
(1){ أن يحفظ الرأس وما وعى } أي ما جمع من الأعضاء: العقل والبصر والسمع واللسان. قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
(2) { وليحفظ البطن وما حوى } أي يحفظ بطنه وما في ذلك من حفظ الفرج عن الحرام فيحفظ بطنه من أن يدخله طعام حرام أو من مال حرام فالبدن نبت ويقوي من الطعام. والرب عز وجل لا يقبل من عبده أن يتقوى على طاعته بمطعم حرام ولا مشرب حرام لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
(3) { وليذكر الموت والبلى } أن يذكر الموت دائماً لأننا في هذه الدنيا لسنا مخلدين وإنما سنموت وسنرجع وسنقف بين يدي الله تبارك وتعالى. قال : { أكثروا من ذكر هادم اللذات }.
(4) { ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا } قال تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "
فالمقصود أن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة الله في السر والعلن. قال رسول الله :
" استحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك "
. وهذا الحياء يسمى حياء العبودية الذي يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدين وهي مرتبة الأحسان الذي يحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه وأنه يراه في كل حركاته وسكناته فيتزين لربه بالطاعات. وهذا الحياء يجعله دائماً يشعر بأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن قدر ربه أعلى وأجل. قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما سبق منك إلى ربك ) وهذا يسمى أيضاً حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرب عز وجل وإدراك عظم حقه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرسول وإجهاد نفسه في عبادة ربه.
ولقد قسم العلماء الحياء من الله إلي أقسام وهي
1 ـ حيــــــــاء الجنـــــايـــــة ..!!
.. ومـعـنى حيــاء الجنــايــة ::.. هــو حيـــاء مـــن ارتكـــب مصيبــــة ..!!
.. كحيـــاء سيــدنــا أدم عليـهـ الســـلام حينمــا أكـــل مــن الشجـــرة فظـل ..
.. يجــري هــو وزوجتـــهـ فـي الجنـــة .. فقــال الله تبــارك وتعـــالى ::..
.. (( إلـى أيـن يـا آدم أفــراراً منـي ..؟؟!! )) ..
قـــال ::.. (( لا يـــاربـي بــل حيــاءً منـــك )) ..
2 ـ حيــــــــــاء التقصيــــــر ..!!
.. ومعنــى حيـــاء التقصيــر ::.. هــو حيـــاء مــن لـم يعبــد الله حـــق عبـادتـه ..
.. ومــن يستطيــع أن يعبــد الله حــق عبــادتـهـ ..؟!! ... لـم تجــــد ..؟!!
.. ولذلـــك فكـــلنـــا مقصـــرووون ..
.. وهـــو كحيــاء المــلائكــة ، يقـــول النبـي (( صـلى الله عليه وسلم )) ..
.. أطــت السمـــاء .. (( أي ازدحمــت وثقــلت .. )) وحــق لهــا أن تئطِ ، مــا ..
.. فيهــا مــوضـع ثـلاثـة أصــابـع إلا ومـلك ٌ ســاجــد .. أو مــلكٌ راكــع .. أو مـلكٌ ..
.. قــائــم لله عـز وجــل .. ، حتـى إذ قــامـت القيـامـة يقـولـون ::..
.. (( سبحـــانـك مــا عبــدنــاك حــق عبــادتـــك )) رواهـ الإمـام أحمـد ..
3 ـ حيــــاء إستشعـــار نعمــة الله عليــــك ..!!
.. ويأتــي هــذ اليــوم مــن استشعــارك مــن أن نعـم الله تغمــرك غمــراً ..
.. فـــلا تعـــرف كيــف تشكــــــــرهـ فتستحــــي منـــــــهـ ..
.. كحيـــاء النبـي (( صـلى الله عليـهـ وسـلـم )) .. وهـو يـدعـو ويقـول ::..
.. (( لا أُخصـــي ثنــاءً عليـــك أنــت كمــا أثنيـــت عــلى نفســـك .. )) ..
.. رواهـ الامـام أحمــد ..
4 ـ حيــــــــــاء العبـــــوديــــة ..!!
.. وهـــو حيـــاء العبــد الـذي يسمـع ويطيــع لمــولاهـ .. ولا يــرفـض لهـ أمـراً ..
.. كيحيـــاء النبــي ((صـلى الله عليـهـ وسـلـم )) .. حينمــا كــانــت القبـلة إلـى ..
.. بيـت المقـدس ، ولـكـن النبـي يـريـد أن تكـون القبـلة إلى الكعبــة ، فهــــل ::..
.. قـــال ::.. حـــــول القبــــلة يـــارب ...؟؟!! .. لا والله إنـــهـ حيـــاء العبــد ..!!
..يقــول تعـالى (( قـد نـرى تقـلب وجـهـك فـي السمــاء )) سـورة البقـرة 144 ..
.. فكــان النبــي .. ينظـر إلى السمـاء بعينـهـ ولا يتكـلم .. حيـاءً مـن اللــــه ..
5 ـ حيــــــــاء المحبــــة ..!!
.. إن هــذا النـــوع مــن الحيـــاء لا يحتــــاج أن تقـــرأه ..
.. بــل تحتــاج أن تعيشه .. وتتذـوقهـ ..
.. فلحبــك الشـديـد لله تستحـي منـهـ ، فلـربمـا بكـت عينـاك ولـربـمـا ..
اضطـرب قلبـك ، ولـربمـا خشعـت جوارحـك ..
.. فمـن حيـاء النبـي (( صـلى الله عليـهـ وسـلم )) ولحبـهـ الشـديد لله يقـول ::..
.. (( اللهـم ارزقنـي حبـك وحـب مـن أحبـك ، وحـب عمـل يقـربنـي إلـى حبـك ..)).. رواهـ التـرمـذي ..
6 ـ حيـــــــــــاء إجـــــــــــلاء الله ...!!
... وهـــو حيـــاء ناتــج عــــن إجـــلاء الله المــــال العظيــــــــم مـــالك المــــلك ...
... كحيــاء سيـدنـا جبـريـل عليـهـ الصلاة والسـلام .. فـي رحـلة الأسـراء والمعـراج ...
... وهـــم فـي السمــــاء الســـابعــــة ، وسيــدخـل النبـي (( صـلى الله عليـهـ وسـلم )) ...
... إلى سـدرة المنتـهـى ، و معـهـ جبـريـل ، وفجـأة تـوقـف جبـريـل ، يقـول النبـي ...
... (( صـلى الله عليـهـ وسـلم )) ::.. (( فألتفـت إلـى جبـريـل فإذا هـو كـالحـلس البـالي ...
(( قطعـة القمـاش الممـزقـة )) .. )) مـن خشيـة الله ، وحيـاء منـهـ ،فهـو مستشعـر إجـلاء الله ...
... سبحـان الله (( ومـا قـدروا الله حـق قـدرهـ )) الانعـام 91 ...
2:- الحياء من الملائكة
من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. وهناك ملائكة يصاحبون أهل الطاعات مثل الخارج في طلب العلم والمجتمعين على مجالس الذكر والزائر للمريض وغير ذلك.
وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ " " أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ "
إذاً فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم عن مجالس الخنا وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة.
قال رسول الله : { إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوا منهم وأكرموهم }.
3:- الحياء من الناس
وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة... والحياء من الناس قسمين:
1 ـ هذا قسم أحسن الحياء وأكملة وأتمه. فإن صاحبه يستحي من الناس جازم بأنه لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة الناس وذمهم ثانياً فهذا يأخذ أجر حيائه كاملاً لأنه استكمل الحياء من جميع جهاته إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها الخلق.
2 ـ قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج من فعلها وهذا النوع من الناس عنده حياء ولكن حياء ناقص ضعيف يحتاج إلى علاج وتذكير بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه لأنه القادر المطلع الذي بيده ملكوت كل شيء الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فكيف يليق به أن يأكل من رزقه ويعصيه ويعيش في أرضه وملكوته ولا يطيعه ويستعمل عطاياه فيما لا يرضيه.
وعلى ذلك فإن هذا العبد لا يليق به أن يستحي من الناس الذين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً لا في الدنيا ولا في الآخرة ثم لا يستحي من الله الرقيب عليه المتفضل عليه الذي ليس له غناء عنه.
أما الذي يجاهر بالمعاصي ولا يستحي من الله ولا من الناس فهذا من شر ما منيت به الفضيلة وانتهكت به العفة، لأن المعاصي داء سريع الانتقال لا يلبث أن يسري في النفوس الضعيفة فيعم شر معصية المجاهر ويتفاقم خطبها، فشره على نفسه وعلى الناس عظيم وخطره على الفضائل كبير، ومن المؤسف أن المجاهرة بالمعاصي التي سببها عدم الحياء من الله ولا من الناس ـ قد فشت في زماننا. فلا شاب ينزجر ولا رجل تدركه الغيرة ولا امرأة يغلب عليها الحياء فتتحفظ وتتستر..
4:- الحياء من النّفس
وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون.
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.
يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ).
والحقيقة أن هناك نفساً أمارة بالسوء تأمر صاحبها بالقبائح. قال تعالى على لسان امرأة العزيز: " وَمَا أبَرِّىءُ نَفسِي إنَّ النّفسَ لأَمّارَةٌ بِالسُوءِ إلاَ مَارَحِمَ رَبِيِ إنّ رَبِي غَفُورٌ رّحِيمٌ ".
والنفس الثانية هي النفس الأمارة بالخير الناهية عن القبائح وهي النفس المطمئنة.
قال تعالى: " يَا أيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنَةُ ارجِعِى إلى رَبِكِ رَاضِيَةً مَرضِيَةً فَأدخُلي في عِبادِي وَادخُلي جَنَتي ".
إذاً فعلينا أن نجاهد أنفسنا فلا نجعلها تفكر في الحرام ولا تعمله حتى تكون من النفوس المطمئنة التي تبشر بجنة عرضها السموات والأرض..
يقول تعالى: " وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنّهُمَ سُبُلُنَا وَإنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ "
علُّمني رسول الله
... مـــر الرسـول عليـه الصـلاة والسـلام علـى رجـل مـن الأنصـار يعـظ أخـاهـ في الحيـاء ...
... يعـظـ أخـاهـ فـي الحيـاء أي يـوصيـه بأن يخفـف مـن حيـائـه قليلاً .. لأنـهـ كـان حييـاً للغـايـة...
يعني مـايعـظة في إيـدة ..
... فقـال لـه النبـي صلى الله عليـه وسـلم : (( دعـــهُ فإن الحيــاء مــن الأيمـــان )) ...رواه الامام احمد ..
" ... كــان رسـول الله ... صلى الله علية وسلـم ... أشـــد حيـــاء مـــن العــذراء فـي خــدرهــا ... "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((استحيوا من الله حق الحياء)). قلنا : يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله . قال :((ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))
أين أنت من تلك المدرسة أيها اللبيب وأيتها العاقلة الغافلة عن هذا الخلق
الحياء في بيت النبوة
" وقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها " " البخاري "
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فخذه أو سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ )
صلى عليك يا صاحب الخلق العظيم .
فضل الحياء
إن للحياء فضل عظيم لا يعد ولا يحصوا , وفضل الحياء وقدر ثوابه على قدر هذا الخلق العظيم فأكثر وزد منه
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** فلا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياك فأحفظه عليك فإنما *** يدل على وجه الكريم حياؤه
ورب قبيحة ماحال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن *** إذا ذهب الحياء فلا دواء
إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا ***وتستحي مخلوقا فما شئت فأصنع
إذا كنت تأتي المرء تعظم حقه *** ويجهل منك الحق فالصرم أوسع
من كلام ومواقف سلفنا الصالح
... جـــاءت فــاطمـة بنـت عتبـة بـن ربيـعة ، إلـى الرسول ( صلى الله عليـه وسـلم ) تـريـد الإسـلام ...
... وكــان ذلـك فـي وجـود السيـدة عـائشـة رضي الله عنـهـا .. فقال الرسـول ( صلى الله عليـه وسـلم ) : ...
(( بـايعيـني يـافـطمـة عـلى ألا تشـركـي بالله شيـئـاً ولا تسـرقـي ولا تـزنـي ....... ))
... فلمـا سمعـت فـاطمـة هـذة الكـلمـة (( ولا تـزنـي )) وضعـت يـدهـا على رأسهـا ...
... وأنـزلـت وجههـا مـن شـدة الحيـاء .. فأعجـب بحيـائهـا ( صلى الله عليـه وسـلم ) ...
فقـالت السيـدة عـائشـة : يـا فـاطمـة بايعي فإن النسـاء بايعـن عـلى هـذا ، فبـايعـته ...
]]]] يـا الله .. ألهـــذه الـدرجــة ..؟!! [[[[
... تقـول السيـدة عـائشـة : كنـت أدخـل بيتي ـ وكـان قـد دفـن بالبيـت رسـول الله وأبـو بكـر ...
... فكنـت أقـول لنفسـي : أبـي وزوجـي فـأخـلع وأضـع ثيـابي ، فلمـا مـات عمـر بـن الخطـاب ...
... دفـن بجـوار الرسـول ( صلى الله عليـه وسـلم ) وأبـي ، فـاستحييت أن أخـلع ثيـابي ،...
... فكـنت أشـد ثيـابي عـلى نفسـي حيـاءً مـن عمـر ....
... لا تتعـجو فـالقـلب حي وحيي ، ولـكن أنظـروا إلى حيـائهـا ،، تستحـي مـن ميـت ..!!!
موقف وعبرة
.. جـاء رجـل إلـى ابـراهيـم بن أدهـم ، فقـال : يا إمـام أريـد أن أتـوب وأن أتـرك الذنـوب ..
.. وإذا بـي أعـود إليهـا ، دلنـي علـى أشيـاء تعصمنـي فـلا أعصـي الله ...
مـلاحـظـة : لقارء المـوضوع .. ضـع نفسـك مكـان الرجـل ..
فقـال لـهـ إبـراهيـم بن أدهـم : إن أردت أن تعصـي الله فـلا تعصيه عـلى أرضـه ..؟!!
فقـال الرجـل .: فأيـن أعصيهـ ..؟!!
فقـال ابـراهيـم : خـارج أرضـه ..
فقـال الرجـل : كيـف يا امـام والأرض كلهـا لله ...؟!!
فقـال ابـراهيـم : أمـا تستحـي أن تكـون الأرض كـلهـا لله وتعصيـه عـلى أرضـه ..؟!!
ثـم قـال إبـراهيـم : وإن أردت أن تعصه فلا تأكـل مـن رزقـه ..!!
فقـال الرجـل : فكيـف أحيـا ...؟!!
فقـال إبـراهيـم : أمـا تستحـي أن تأكـل مـن رزقـه ثـم تعصيـه ..؟!!
ثـم قـال إبـراهيـم : فإن أبيت إلا تعـصي الله فاعصيـه فـي مكـان لا يـراك فيـه ..؟!!
فقـال الرجـل : وكيـف ذلـك وهـو معنـا أينمـا كنـا ...؟!!
فقـال إبـراهيـم : أمـا تستحـي أن تعصـه وهـو معـك قـريبٌ منـك ...؟!!!
ثـم قـال إبـراهيـم : فإن أبيت إلا أن تعصـي الله ، فإن جـاءك مـلك المـوت ليأخـذ روحـك ..
.. فقـل لـه : أنتظـرني حتـى أتـوب ..!!
فقـال الرجـل : ومـن يمـلك ذلـك ..؟!!
فقـال إبـراهيـم : أمـا تستحـي أن يأتـي مـلك المـوت ويأخـذ روحـك وأنـت عـلى المعصيـة ..؟!!
ثـم قـال إبـراهيـم : فإن أبيـت ألا أن تعصـي الله ، فإذا جـاءتـك زبـانيـة جهـنم يأخـذونـك إلى ..
.. النـار فقـل لهـم : لـن أذهـب معكـم ...؟!!!
فقـال الرجـل : وكيــف ذلك يـا إمـام ...؟!!
فقـال إبـراهيــم : أمـا تستحـي مـن الله بعـد كـل هـذا ...؟!!!
أمور تقدح في الحياء
ومن مظاهر عدم الحياء في مجتمع النساء: تحدث المرأة بما يقع بينها وبين زوجها من الأمور الخاصة. وقد وصف النبي من يفعل ذلك بشيطان أتى شيطانه في الطريق والناس ينظرون.
ومن مظاهر ضعف الحياء لدى بعض النساء: تبسطها بالتحدث مع الرجل الأجنبي مثل البائع وتليين القول له وترقيق الصوت من أجل أن يخفض لها سعر البضاعة.
ومن المظاهر تشبه النساء بالرجال في اللباس وقصات الشعر والمشية والحركة. وهذا فعل مستقبح تأباه الفطرة السليمة والذوق والحياء وحرمه الشرع ونهى عنه.
ومن المشاهد المؤسفة التي فشت في وسط النساء هذه الأيام ظاهرة النساء الكاسيات العاريات - أو النساء شبه العاريات وذلك بلبس الملابس شديدة الضيق اللاصقة أو الملابس المفتحة من الأعلى والأسفل حتى وصلت إلى حدود العورات المغلظة فلم يراعوا ديناً ولا حياء ولا مروءة. والله إن المؤمن عندما يرى أمثال هؤلاء يقشعر بدنه حياء من الله وحياء من الناس. ولكن ماذا تقول لأمثال هؤلاء النسوة؟ وماذا نملك لهن وقد نُزع الحياء من قلوبهم وقابلوا الناس بوجه وقاحاً.
فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحسابا إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب
كلمتي الأخيرة
.. اخـي .. اختـي .. راجعـا انفسكـم ...
هـل احسست حينمـا عصيـت الله بالحيـاء منـــهـ ..؟!!
و هـل احسست حينمـا قصـّرت فـي عبـادة الله بالحيـاء منـهـ ..؟!!
وهـل احسست بأنـك العبـد الفقيـر الضعيـف فاستحييت مـن الله ..؟!!
وهـل احسست بحبـــــــــــــــــــك لله فاستحييـت منــــــــه ..؟!!
و هـل احسست بجـــــــلال الله وجبـــروتـــهـ فاستحييــــت منـــهـ ..؟!!
و هـل احسست بأن نعـم الله تغمـرك فاستحييـــــــت منــــــه ..؟!!
... راجـع نفسـك ....
... واذ كانت إجـابتـك بنعـم وبصـدق و أمـانـه ... فيــــــابشـــــرك ...؟!!
... يقــــــــول العلمــــاء ::..(( مــــن استحـــــى مـــن الله فقـــــــد بلـــــغ مقـــــام الأوليــــــاء .. ][
والسلام عليكم
الحمد لله كاشف البلاء , باسط الأرض ورافع السماء , خلق الخلق واختار منهم أصفياء .
يحبهم ويحبونه . فباعد بينهم وبين أعمال الأشقياء , فتقبل منهم أحسن ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم يوم اللقاء .
وسبحان من خلق الجنة وجعلها للمتقين داراً , وخلق النّار وجعلها للأشرار قراراً .
وألهم قلوب الأبرار أن يلتمسوا من سبل الهدى أنواراً , فتكشفت لهم حجب الأستار ,
فأبصروا من النور أسرار . نالوا بها رضا العزيز الغفّار , فسلكوا طريق الجنّات وفازوا بعلا الدرجات . فتولى ربهم أمرهم في الحياة وبعد الممات .
" نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
أما بعد أحبتي في الله
والله إني أحبكم في الله .
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
::::::: ســــلـــســـلـــة علَّــمَــنــي رســول الله :::::::
كما قدّمنا في هذه السلسلة أنها سلسلة تربوية عملية .
نقتبس منها من السنة و من فم النبي الطاهر ما نجمل ونحسن به خلقنا
ونحن اليوم على موعد مع خلق فريد خلق شحّ في زماننا إلي أن كاد يصل لحد الإنتهاء إلي من رحم ربي
نحن اليوم مع خلق جميل كريم
إنه
" الحـــــــــيــــــــاء "
" خُـــــــلــــــــق الإســــــلام "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء "
" الحـــــــــــــــــيـــــــــــــــاء "
تعالى معي نطوف مع هذا الخلق
الذي نحتاجه أمس الحاجة
تعالى تعالى
سريعاً سريعاً
نقتطف الزهور من واحة القرآن والسنة
ولما لا فكلامنا سيكون
قال الله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أولاً :- تعريف الحياء
الحياء انقباض يجده الإنسان في نفسه يحمله على عدم ملابسة ما يعاب به ويستقبح منه, ونقيضه التصلف في الأمور وعدم المبالاة بما يستقبح ويعاب, وكلاهما جبلي ومكتسب, لكن الناس ينقسمون في القدر الحاصل منهما على أقسام؛ فمنهم من جبل على الكثير من الحياء, ومنهم من جبل على القليل, ومنهم من جبل على الكثير من التصلف, ومنهم من جبل على القليل, ثم إن أهل الكثير من النوعين على مراتب وأهل القليل كذلك فقد يكثر أهل النوعين حتى يصير نقيضه كالمعدوم, ثم هذا الجبلي سبب في تحصيل المكتسب, فمن أخذ نفسه بالحياء واستعمله فاز بالحظ الأوفر, ومن تركه فعل ما شاء وحرم خيري الدنيا والآخرة
وقال ابن رجب: الحياء نوعان:
أحدهما: ما كان خلقًا وجبلةً غير مكتسب، وهو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" الحياء لا يأتي إلا بخير"(2) فإنه يكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحثّ على مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو من خصال الإيمان بهذا الاعتبار.
والثاني: ما كان مكتسبًا من معرفة الله، ومعرفة عظمته وقربه من عباده، واطلاعه عليهم، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهذا من أعلى خصال الإيمان، بل هو من أعلى درجات الإحسان. وقد يتولد الحياء من الله من مطالعة نعمه ورؤية التقصير في شكرها، فإذا سلب العبد الحياء المكتسب والغريزي، لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح والأخلاق الدنيئة، فصار كأنه لا إيمان له
الحياء من واحة السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" الحياء لا يأتي إلا بخير "
" إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء "
" الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "
" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت "
" الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار "
وبعد أن أخذنا الحياء ممن علمه الله ورباه على الحياء إنه النبي وكفى .
تعالى معي قبل ان نتكلم معاً , تعالى نطوفي في صفحات الوحي , لنرى ونمر على مواضع الحياء في كتاب ربي .
بسم الله الرحمن الرحيم
" إن الله لايستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها "
" يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه , ولكن إذا دعيتم فادخلوا , فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث , ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم , والله لايستحي من الحق "
" فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا "
جولة مع خلق الإسلام
أنواع الحـــــــيــــــــــــــاء
الحياء أربعة انواع
تعالى معي نفردها ثم نتناولها واحدة تلو الأخرى
1:- الحياء من الله
2:- الحياء من الملائكة
3:- الحياء من الناس
4:- الحياء من النفس
1:- الحياء من الله .
الحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهي. قال رسول الله : { استحيوا من الله حق الحياء } قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال: { ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء }.
معنى الحديث: { استحيوا من الله حق الحياء } أي استحيوا من الله قدر استطاعتكم لأنه من المعلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بكل ما عليه تاماً كاملاً ولكن كل على حسب طاقته ووسعه قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
( قال قلنا: إنا نستحي والحمد لله ). أجابوا بذلك لأنهم قصدوا أنهم يفعلون كل مليح ويتركون كل قبيح على حسب استطاعتهم فرد عليهم رسول الله أن ليس المقصود هذا العموم لأن هناك شروطاً للحياء حق الحياء فليس كما يظنون:
(1){ أن يحفظ الرأس وما وعى } أي ما جمع من الأعضاء: العقل والبصر والسمع واللسان. قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
(2) { وليحفظ البطن وما حوى } أي يحفظ بطنه وما في ذلك من حفظ الفرج عن الحرام فيحفظ بطنه من أن يدخله طعام حرام أو من مال حرام فالبدن نبت ويقوي من الطعام. والرب عز وجل لا يقبل من عبده أن يتقوى على طاعته بمطعم حرام ولا مشرب حرام لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
(3) { وليذكر الموت والبلى } أن يذكر الموت دائماً لأننا في هذه الدنيا لسنا مخلدين وإنما سنموت وسنرجع وسنقف بين يدي الله تبارك وتعالى. قال : { أكثروا من ذكر هادم اللذات }.
(4) { ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا } قال تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "
فالمقصود أن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة الله في السر والعلن. قال رسول الله :
" استحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك "
. وهذا الحياء يسمى حياء العبودية الذي يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدين وهي مرتبة الأحسان الذي يحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه وأنه يراه في كل حركاته وسكناته فيتزين لربه بالطاعات. وهذا الحياء يجعله دائماً يشعر بأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن قدر ربه أعلى وأجل. قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما سبق منك إلى ربك ) وهذا يسمى أيضاً حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرب عز وجل وإدراك عظم حقه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرسول وإجهاد نفسه في عبادة ربه.
ولقد قسم العلماء الحياء من الله إلي أقسام وهي
1 ـ حيــــــــاء الجنـــــايـــــة ..!!
.. ومـعـنى حيــاء الجنــايــة ::.. هــو حيـــاء مـــن ارتكـــب مصيبــــة ..!!
.. كحيـــاء سيــدنــا أدم عليـهـ الســـلام حينمــا أكـــل مــن الشجـــرة فظـل ..
.. يجــري هــو وزوجتـــهـ فـي الجنـــة .. فقــال الله تبــارك وتعـــالى ::..
.. (( إلـى أيـن يـا آدم أفــراراً منـي ..؟؟!! )) ..
قـــال ::.. (( لا يـــاربـي بــل حيــاءً منـــك )) ..
2 ـ حيــــــــــاء التقصيــــــر ..!!
.. ومعنــى حيـــاء التقصيــر ::.. هــو حيـــاء مــن لـم يعبــد الله حـــق عبـادتـه ..
.. ومــن يستطيــع أن يعبــد الله حــق عبــادتـهـ ..؟!! ... لـم تجــــد ..؟!!
.. ولذلـــك فكـــلنـــا مقصـــرووون ..
.. وهـــو كحيــاء المــلائكــة ، يقـــول النبـي (( صـلى الله عليه وسلم )) ..
.. أطــت السمـــاء .. (( أي ازدحمــت وثقــلت .. )) وحــق لهــا أن تئطِ ، مــا ..
.. فيهــا مــوضـع ثـلاثـة أصــابـع إلا ومـلك ٌ ســاجــد .. أو مــلكٌ راكــع .. أو مـلكٌ ..
.. قــائــم لله عـز وجــل .. ، حتـى إذ قــامـت القيـامـة يقـولـون ::..
.. (( سبحـــانـك مــا عبــدنــاك حــق عبــادتـــك )) رواهـ الإمـام أحمـد ..
3 ـ حيــــاء إستشعـــار نعمــة الله عليــــك ..!!
.. ويأتــي هــذ اليــوم مــن استشعــارك مــن أن نعـم الله تغمــرك غمــراً ..
.. فـــلا تعـــرف كيــف تشكــــــــرهـ فتستحــــي منـــــــهـ ..
.. كحيـــاء النبـي (( صـلى الله عليـهـ وسـلـم )) .. وهـو يـدعـو ويقـول ::..
.. (( لا أُخصـــي ثنــاءً عليـــك أنــت كمــا أثنيـــت عــلى نفســـك .. )) ..
.. رواهـ الامـام أحمــد ..
4 ـ حيــــــــــاء العبـــــوديــــة ..!!
.. وهـــو حيـــاء العبــد الـذي يسمـع ويطيــع لمــولاهـ .. ولا يــرفـض لهـ أمـراً ..
.. كيحيـــاء النبــي ((صـلى الله عليـهـ وسـلـم )) .. حينمــا كــانــت القبـلة إلـى ..
.. بيـت المقـدس ، ولـكـن النبـي يـريـد أن تكـون القبـلة إلى الكعبــة ، فهــــل ::..
.. قـــال ::.. حـــــول القبــــلة يـــارب ...؟؟!! .. لا والله إنـــهـ حيـــاء العبــد ..!!
..يقــول تعـالى (( قـد نـرى تقـلب وجـهـك فـي السمــاء )) سـورة البقـرة 144 ..
.. فكــان النبــي .. ينظـر إلى السمـاء بعينـهـ ولا يتكـلم .. حيـاءً مـن اللــــه ..
5 ـ حيــــــــاء المحبــــة ..!!
.. إن هــذا النـــوع مــن الحيـــاء لا يحتــــاج أن تقـــرأه ..
.. بــل تحتــاج أن تعيشه .. وتتذـوقهـ ..
.. فلحبــك الشـديـد لله تستحـي منـهـ ، فلـربمـا بكـت عينـاك ولـربـمـا ..
اضطـرب قلبـك ، ولـربمـا خشعـت جوارحـك ..
.. فمـن حيـاء النبـي (( صـلى الله عليـهـ وسـلم )) ولحبـهـ الشـديد لله يقـول ::..
.. (( اللهـم ارزقنـي حبـك وحـب مـن أحبـك ، وحـب عمـل يقـربنـي إلـى حبـك ..)).. رواهـ التـرمـذي ..
6 ـ حيـــــــــــاء إجـــــــــــلاء الله ...!!
... وهـــو حيـــاء ناتــج عــــن إجـــلاء الله المــــال العظيــــــــم مـــالك المــــلك ...
... كحيــاء سيـدنـا جبـريـل عليـهـ الصلاة والسـلام .. فـي رحـلة الأسـراء والمعـراج ...
... وهـــم فـي السمــــاء الســـابعــــة ، وسيــدخـل النبـي (( صـلى الله عليـهـ وسـلم )) ...
... إلى سـدرة المنتـهـى ، و معـهـ جبـريـل ، وفجـأة تـوقـف جبـريـل ، يقـول النبـي ...
... (( صـلى الله عليـهـ وسـلم )) ::.. (( فألتفـت إلـى جبـريـل فإذا هـو كـالحـلس البـالي ...
(( قطعـة القمـاش الممـزقـة )) .. )) مـن خشيـة الله ، وحيـاء منـهـ ،فهـو مستشعـر إجـلاء الله ...
... سبحـان الله (( ومـا قـدروا الله حـق قـدرهـ )) الانعـام 91 ...
2:- الحياء من الملائكة
من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. وهناك ملائكة يصاحبون أهل الطاعات مثل الخارج في طلب العلم والمجتمعين على مجالس الذكر والزائر للمريض وغير ذلك.
وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ " " أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ "
إذاً فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم عن مجالس الخنا وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة.
قال رسول الله : { إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوا منهم وأكرموهم }.
3:- الحياء من الناس
وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة... والحياء من الناس قسمين:
1 ـ هذا قسم أحسن الحياء وأكملة وأتمه. فإن صاحبه يستحي من الناس جازم بأنه لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة الناس وذمهم ثانياً فهذا يأخذ أجر حيائه كاملاً لأنه استكمل الحياء من جميع جهاته إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها الخلق.
2 ـ قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج من فعلها وهذا النوع من الناس عنده حياء ولكن حياء ناقص ضعيف يحتاج إلى علاج وتذكير بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه لأنه القادر المطلع الذي بيده ملكوت كل شيء الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فكيف يليق به أن يأكل من رزقه ويعصيه ويعيش في أرضه وملكوته ولا يطيعه ويستعمل عطاياه فيما لا يرضيه.
وعلى ذلك فإن هذا العبد لا يليق به أن يستحي من الناس الذين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً لا في الدنيا ولا في الآخرة ثم لا يستحي من الله الرقيب عليه المتفضل عليه الذي ليس له غناء عنه.
أما الذي يجاهر بالمعاصي ولا يستحي من الله ولا من الناس فهذا من شر ما منيت به الفضيلة وانتهكت به العفة، لأن المعاصي داء سريع الانتقال لا يلبث أن يسري في النفوس الضعيفة فيعم شر معصية المجاهر ويتفاقم خطبها، فشره على نفسه وعلى الناس عظيم وخطره على الفضائل كبير، ومن المؤسف أن المجاهرة بالمعاصي التي سببها عدم الحياء من الله ولا من الناس ـ قد فشت في زماننا. فلا شاب ينزجر ولا رجل تدركه الغيرة ولا امرأة يغلب عليها الحياء فتتحفظ وتتستر..
4:- الحياء من النّفس
وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون.
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.
يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ).
والحقيقة أن هناك نفساً أمارة بالسوء تأمر صاحبها بالقبائح. قال تعالى على لسان امرأة العزيز: " وَمَا أبَرِّىءُ نَفسِي إنَّ النّفسَ لأَمّارَةٌ بِالسُوءِ إلاَ مَارَحِمَ رَبِيِ إنّ رَبِي غَفُورٌ رّحِيمٌ ".
والنفس الثانية هي النفس الأمارة بالخير الناهية عن القبائح وهي النفس المطمئنة.
قال تعالى: " يَا أيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنَةُ ارجِعِى إلى رَبِكِ رَاضِيَةً مَرضِيَةً فَأدخُلي في عِبادِي وَادخُلي جَنَتي ".
إذاً فعلينا أن نجاهد أنفسنا فلا نجعلها تفكر في الحرام ولا تعمله حتى تكون من النفوس المطمئنة التي تبشر بجنة عرضها السموات والأرض..
يقول تعالى: " وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنّهُمَ سُبُلُنَا وَإنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ "
علُّمني رسول الله
... مـــر الرسـول عليـه الصـلاة والسـلام علـى رجـل مـن الأنصـار يعـظ أخـاهـ في الحيـاء ...
... يعـظـ أخـاهـ فـي الحيـاء أي يـوصيـه بأن يخفـف مـن حيـائـه قليلاً .. لأنـهـ كـان حييـاً للغـايـة...
يعني مـايعـظة في إيـدة ..
... فقـال لـه النبـي صلى الله عليـه وسـلم : (( دعـــهُ فإن الحيــاء مــن الأيمـــان )) ...رواه الامام احمد ..
" ... كــان رسـول الله ... صلى الله علية وسلـم ... أشـــد حيـــاء مـــن العــذراء فـي خــدرهــا ... "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((استحيوا من الله حق الحياء)). قلنا : يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله . قال :((ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))
أين أنت من تلك المدرسة أيها اللبيب وأيتها العاقلة الغافلة عن هذا الخلق
الحياء في بيت النبوة
" وقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها " " البخاري "
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فخذه أو سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ )
صلى عليك يا صاحب الخلق العظيم .
فضل الحياء
إن للحياء فضل عظيم لا يعد ولا يحصوا , وفضل الحياء وقدر ثوابه على قدر هذا الخلق العظيم فأكثر وزد منه
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** فلا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياك فأحفظه عليك فإنما *** يدل على وجه الكريم حياؤه
ورب قبيحة ماحال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن *** إذا ذهب الحياء فلا دواء
إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا ***وتستحي مخلوقا فما شئت فأصنع
إذا كنت تأتي المرء تعظم حقه *** ويجهل منك الحق فالصرم أوسع
من كلام ومواقف سلفنا الصالح
... جـــاءت فــاطمـة بنـت عتبـة بـن ربيـعة ، إلـى الرسول ( صلى الله عليـه وسـلم ) تـريـد الإسـلام ...
... وكــان ذلـك فـي وجـود السيـدة عـائشـة رضي الله عنـهـا .. فقال الرسـول ( صلى الله عليـه وسـلم ) : ...
(( بـايعيـني يـافـطمـة عـلى ألا تشـركـي بالله شيـئـاً ولا تسـرقـي ولا تـزنـي ....... ))
... فلمـا سمعـت فـاطمـة هـذة الكـلمـة (( ولا تـزنـي )) وضعـت يـدهـا على رأسهـا ...
... وأنـزلـت وجههـا مـن شـدة الحيـاء .. فأعجـب بحيـائهـا ( صلى الله عليـه وسـلم ) ...
فقـالت السيـدة عـائشـة : يـا فـاطمـة بايعي فإن النسـاء بايعـن عـلى هـذا ، فبـايعـته ...
]]]] يـا الله .. ألهـــذه الـدرجــة ..؟!! [[[[
... تقـول السيـدة عـائشـة : كنـت أدخـل بيتي ـ وكـان قـد دفـن بالبيـت رسـول الله وأبـو بكـر ...
... فكنـت أقـول لنفسـي : أبـي وزوجـي فـأخـلع وأضـع ثيـابي ، فلمـا مـات عمـر بـن الخطـاب ...
... دفـن بجـوار الرسـول ( صلى الله عليـه وسـلم ) وأبـي ، فـاستحييت أن أخـلع ثيـابي ،...
... فكـنت أشـد ثيـابي عـلى نفسـي حيـاءً مـن عمـر ....
... لا تتعـجو فـالقـلب حي وحيي ، ولـكن أنظـروا إلى حيـائهـا ،، تستحـي مـن ميـت ..!!!
موقف وعبرة
.. جـاء رجـل إلـى ابـراهيـم بن أدهـم ، فقـال : يا إمـام أريـد أن أتـوب وأن أتـرك الذنـوب ..
.. وإذا بـي أعـود إليهـا ، دلنـي علـى أشيـاء تعصمنـي فـلا أعصـي الله ...
مـلاحـظـة : لقارء المـوضوع .. ضـع نفسـك مكـان الرجـل ..
فقـال لـهـ إبـراهيـم بن أدهـم : إن أردت أن تعصـي الله فـلا تعصيه عـلى أرضـه ..؟!!
فقـال الرجـل .: فأيـن أعصيهـ ..؟!!
فقـال ابـراهيـم : خـارج أرضـه ..
فقـال الرجـل : كيـف يا امـام والأرض كلهـا لله ...؟!!
فقـال ابـراهيـم : أمـا تستحـي أن تكـون الأرض كـلهـا لله وتعصيـه عـلى أرضـه ..؟!!
ثـم قـال إبـراهيـم : وإن أردت أن تعصه فلا تأكـل مـن رزقـه ..!!
فقـال الرجـل : فكيـف أحيـا ...؟!!
فقـال إبـراهيـم : أمـا تستحـي أن تأكـل مـن رزقـه ثـم تعصيـه ..؟!!
ثـم قـال إبـراهيـم : فإن أبيت إلا تعـصي الله فاعصيـه فـي مكـان لا يـراك فيـه ..؟!!
فقـال الرجـل : وكيـف ذلـك وهـو معنـا أينمـا كنـا ...؟!!
فقـال إبـراهيـم : أمـا تستحـي أن تعصـه وهـو معـك قـريبٌ منـك ...؟!!!
ثـم قـال إبـراهيـم : فإن أبيت إلا أن تعصـي الله ، فإن جـاءك مـلك المـوت ليأخـذ روحـك ..
.. فقـل لـه : أنتظـرني حتـى أتـوب ..!!
فقـال الرجـل : ومـن يمـلك ذلـك ..؟!!
فقـال إبـراهيـم : أمـا تستحـي أن يأتـي مـلك المـوت ويأخـذ روحـك وأنـت عـلى المعصيـة ..؟!!
ثـم قـال إبـراهيـم : فإن أبيـت ألا أن تعصـي الله ، فإذا جـاءتـك زبـانيـة جهـنم يأخـذونـك إلى ..
.. النـار فقـل لهـم : لـن أذهـب معكـم ...؟!!!
فقـال الرجـل : وكيــف ذلك يـا إمـام ...؟!!
فقـال إبـراهيــم : أمـا تستحـي مـن الله بعـد كـل هـذا ...؟!!!
أمور تقدح في الحياء
ومن مظاهر عدم الحياء في مجتمع النساء: تحدث المرأة بما يقع بينها وبين زوجها من الأمور الخاصة. وقد وصف النبي من يفعل ذلك بشيطان أتى شيطانه في الطريق والناس ينظرون.
ومن مظاهر ضعف الحياء لدى بعض النساء: تبسطها بالتحدث مع الرجل الأجنبي مثل البائع وتليين القول له وترقيق الصوت من أجل أن يخفض لها سعر البضاعة.
ومن المظاهر تشبه النساء بالرجال في اللباس وقصات الشعر والمشية والحركة. وهذا فعل مستقبح تأباه الفطرة السليمة والذوق والحياء وحرمه الشرع ونهى عنه.
ومن المشاهد المؤسفة التي فشت في وسط النساء هذه الأيام ظاهرة النساء الكاسيات العاريات - أو النساء شبه العاريات وذلك بلبس الملابس شديدة الضيق اللاصقة أو الملابس المفتحة من الأعلى والأسفل حتى وصلت إلى حدود العورات المغلظة فلم يراعوا ديناً ولا حياء ولا مروءة. والله إن المؤمن عندما يرى أمثال هؤلاء يقشعر بدنه حياء من الله وحياء من الناس. ولكن ماذا تقول لأمثال هؤلاء النسوة؟ وماذا نملك لهن وقد نُزع الحياء من قلوبهم وقابلوا الناس بوجه وقاحاً.
فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحسابا إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب
كلمتي الأخيرة
.. اخـي .. اختـي .. راجعـا انفسكـم ...
هـل احسست حينمـا عصيـت الله بالحيـاء منـــهـ ..؟!!
و هـل احسست حينمـا قصـّرت فـي عبـادة الله بالحيـاء منـهـ ..؟!!
وهـل احسست بأنـك العبـد الفقيـر الضعيـف فاستحييت مـن الله ..؟!!
وهـل احسست بحبـــــــــــــــــــك لله فاستحييـت منــــــــه ..؟!!
و هـل احسست بجـــــــلال الله وجبـــروتـــهـ فاستحييــــت منـــهـ ..؟!!
و هـل احسست بأن نعـم الله تغمـرك فاستحييـــــــت منــــــه ..؟!!
... راجـع نفسـك ....
... واذ كانت إجـابتـك بنعـم وبصـدق و أمـانـه ... فيــــــابشـــــرك ...؟!!
... يقــــــــول العلمــــاء ::..(( مــــن استحـــــى مـــن الله فقـــــــد بلـــــغ مقـــــام الأوليــــــاء .. ][
والسلام عليكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق