الفائزون في رمضان
نريد أن نقف وقفه ونرى من أي الفريقين نحن، قال تعالى {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[الأنفال: 37] .. ونحن في زمن التمحيـــص، فعلى الجميـــع أن يُدرك موقفه ويُصحح مســـاره قبل أن يفوت الآوان .. فهل أنت من الفائزين أم الخاسرين هذا العام؟
وقائمة العشر الأوائل الذين فازوا بجوائز وثمرات رمضان العظيمة هم:
الفائز الأول: أهل التزكية .. قال تعالى {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه: 75,76] .. وهذا هو الذي عرَّف نفسه وعَلِم عيوبها، فطهَّرها وسعى في تزكيتها.
وجائزته:: العتق من النيران وبلوغ أعالي الجنان، وقد حماه الله عز وجل ووقاه شر السيئات والفتن.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها،،
الفائز الثاني: أهل المغفرة .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: 10,12]
وحصل على جائزة الرب الكبرى:: الغــفــران .. وهؤلاء هم أهل المُثابرة والجهاد، الذين جاهدوا في الطريق إلى الله تعالى وكان إيمانهم صلبًا قويًا فأيقنوا تمام اليقين إنهم صفوة خلق الله في الأرض.
الفائز الثالث: أهل الإستقامة .. يقول تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 11] .. فهؤلاء الذين استقاموا على طريق الله وطاعته، ولم يلتفتوا يمينًا أو شمالاً.
فاللهم يــــا حي يـــــــا قيوم أقمنـــا على دربــــك،،
الفائز الرابع: أهل الصدق .. قال تعالى {.. هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[المائدة: 119] .. الذين صدقوا الله فصدقهم، فكانوا من الفائزين حقًا ..
لذا كُن صادقًا مع الله تعالى .. فلا تكذب ولا تراوغ ولا تعِش الوهم، كي تكون من الفائزين في رمضان.
الفائز الخامس: أهل التوبة .. يقول الله عز وجل {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [الأنعام: 15,16] .. المُنصرفون عن المعاصي الذين صرَّف الله عنهم السيئات وتقبَّل توبتهم. فمن بُلِّغ التوبة النصوح ولم يرجع إلى الذنب مرة أخرى هو الفائز في رمضان.
الفائز السادس: الذين جاهدوا في الله حق الجهاد .. يقول تعالى {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 88,89]
وهم الذين يستفرغون جهدهم في طاعة الله، فيجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ولديهم الاستعداد التام للتضحية بأي شيء من أجل رضا الله سبحانه وتعالى .. فلكي تفوز هذا الفوز العظيم لابد أن تُضحي تضحية كبيرة، كأن تُنفق نفقة كبيرة أو تعمل ورد كبير من الذكر والقرآن من أجل رضا الله عز وجل.
الفائز السابع: صاحب القرار الشجاع .. الذي يبيع أي شيء ليصل لرضا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].
وقال رسول الله "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [رواه مسلم] .. فعليك أن تأخذ قرار وتثبُت عليه، حتى تنجح مع الله عز وجل.
الفائز الثامن: المتقون .. فالذي حصَّل ثمرة الصيام وصار من المتقين، هو أعظم الفائزين. يقول تعالى {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 63,64]
والتقوى هي أن توَّفق للطاعات على نور وبصيرة من الله .. فتحتسب كل حركاتك وسكناتك لله عز وجل كما قال سبحانه {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] ..
وتترك المعاصي وتجعل بينك وبينها حصن واقي .. ليقيك شر الفتن، لإنك تخشى عقاب الله وعذاب الجهنم فلا تستطيع أن تُقدِّم على فعل ما يُغضبه .. إن وصلت لهذا المعنى، فأبشِّر بالفوز برمضان.
الفائز التاسع: أهل الرحمة.. يقول الله عز وجل {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [الجاثية: 30]
ولكي تفوز برحمة الله عز وجل عليك أن ترحم عباده .. كما قال "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" [صحيح الجامع (3522)] .. فترحم صغيرهم وكبيرهم، قويهم وضعيفهم، العاصي منهم والطائع .. حتى إذا مُلأ قلبك بالرحمة، غفِّر الله لك التبعات وهي حقوق العباد وأدخلك الجنة برحمته جلَّ وعلا.
الفائز العاشر: أهل الرضــــــــا .. يقول تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72] .. وهؤلاء الذين رضوا بقضاء الله لهم، خيرهُ وشرهُ .. وعند البلاء، لسان حالهم يقول:
إن تعذبني فإني لك مُحب، وكل الذي يأتي من حبيبي حبيبي .. فخيرهُ إليَّ نازل وشرِي إليه صاعد، وهو يبتلى ليُهذِّب لا ليُعذِّب سبحانه.
هؤلاء هم العشر الأوائل، فاحرص على أن تتقرب إلى الله بالمقامات التي تقربوا هم بها .. سواءًا كان عن طريق الرضا أو الرحمة أو التقوى أو الصدق أو غير ذلك ..
المصدر
موقع منهج الاسلامي
المصدر
موقع منهج الاسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق